مَرَت الحرکة التشکیلیة العَالمیة بمراحل عِدة، حتی أضافت التکنولوجیا المُعاصرة إمکانیّات جَدیدة للبشریة لم تکن موجودة من قبل، و إنتقل ذلک إلی مَجال الفنون التشکیلیة ومن ثم إلى صِناعة السینما؛ عندما أصبحت التقنیة الرّقمیة جزءً لا یتجزأ من صِناعة الأفلام و مُعالجة الصُّورة التشکیلیة، مِمَا ضاعف من قدرة الإنسان علی الإبداع الفنی وأدّى إلی إستِحدَاث قیم جَمالیة جدیدة کانت مَحض خیال وأحلام.
تُعتبر الطباعة ثلاثیة الأبعاد ثورة تکنولوجیة جَدیدة تسیر بخُطى حَثیثة؛ فهی طَریقة لإنشاء کَائن ثلاثی الأبعاد طبقة تلو الأخرى بإستخدام عَدَد من مواد الطباعة المُختلفة؛ کالمَساحیق والخیوط.. إلخ، بعد إنشاء تصمیم مُسبق بواسطة أحد برامج الحَاسب الآلی المُختصَّة. إنَ تطبیقات الطباعة ثلاثیة الأبعاد مُتنوعة للغایة؛ وعَالم صِناعة الأفلام هو مَجال آخر تُظهر فیه الطباعة ثلاثیة الأبعاد إمکاناتها الکَاملة، فقد باتت الأکثر شیوعا و إستخداماً بین صُناع الأفلام الذین یَستخدمونها بطرق مُبتکرة، ویَصنعون أی شیء لتوسیع نطاق التصمیم و التنفیذ.
من خلال هذه الورقة البحثیة سَیتم إثراء الباحث و دَارس صِناعة السینما بالتعرف على تکنولوجیا الطباعة ثلاثیة الأبعاد وکیفیة توظیفها فى الفیلم السینمائى، وخاصةً بتصمیم الدَّعائم التی تعتبر جُزء أسَاسی فی أی فیلم، مَساهمةً بذلک فی تحدیث و تدْعیم وَسائل التعبیر السینمائیة التی تهدف إلى تحقیق السِمات البصَریة الجَمالیة و البُعد الفِکری والخَیال الجَارِف؛ فالدعائم هی التی تعزز المَشهد بتحدید الوقت والمکان، وتُساعد المُمثل على الشعور بالدور بشکل أکبر.
یتحقیق ذلک برَصد وتحلیل أمثلة لتطبیقات التقنیة فی تصمیم و مُعالجة تنفیذ الدعَائم فی الأفلام السینمائیة التی تم إنتاجها فی الولایات المُتحدة الأمریکیة "سِینما هُولیوود"، مُنذ بدایة القرن الحَادی والعشرین إلی الآن؛ بهدف تَحدید إشکَالیة تأثیر الدُور الذی لعبته التقنیة فی تطور تصمیم و تنفیذ الدعائم المُستخدمة فی الأفلام، وهل یمکن أن تحِل مَحَل بعض التقنیات المُستخدمة الیوم؟ و ما هِی المَزایا التی یمکن أن تجلبها والقیود التی یجب التغلب عَلیها؟. وقد أفضَتْ الدِراسة أنه بالفعل یمکن إستخدام تقنیة الطباعة ثلاثیة الأبعاد لتصمیم و تنفیذ الدعائم المُستخدمة فی الأفلام السینمائیة.